| المجلد 6 , العدد 4 , صفر 1433 - كانون ثاني (يناير) 2012 |
الزملاء الأعزاء...
دعوات غريبة اجتاحت جامعاتنا ومؤسساتنا البحثية العربية تحث الباحثين على النشر العلمي باللغة الانكليزية دوناً عن العربية.
ومع احترامنا لوجهات نظر المروجين لهذه الدعوات، لكننا في الوقت نفسه نعتب على أبناء جلدتنا من الذين يزيدون على ذلك، فيشهرون بلغتنا العربية، ويعتبرونها قاصرة وعائقاً في وجه نشر البحوث العلمية.
إن أي لغة عالمية ومهما تكن انكليزية أم عربية أم صينية أم ألمانية، لا يمكن أن تعوق انتشار البحوث العلمية الرصينة، إنما العيب يكمن في قصور البحث العلمي نفسه الذي لا يجد له لغة تحمله إلى العالم. أما البحث العلمي المرموق فسيلقى مريديه من كافة أنحاء العالم، وينتشر بأي لغة كانت، حتى لو لم يتحدثها إلا بضعة أشخاص على وجه المعمورة.
إن النشر العلمي باللغة العربية يفترض ألا يكون ترفاً لدى الباحثين العرب، بل واجباً عليهم يمليه تاريخهم وحضارتهم. فصحيح أن العرب ليسوا منتجي علم في هذا العصر، ولا مصدري مصطلحات علمية، إلا أن واجبهم يقتضي – على الأقل – البحث دائماً عن حوامل عربية للمصطلحات والمرادفات الأجنبية مساهمة منهم في اغناء لغتهم ودفعها لمسايرة لغات العلم العالمية.
وهكذا هي مجلة التخيص المخبري، تقدم مساهمتها الرائدة في إنتاج لغة عربية علمية بالمصطلحات الجديدة، وتضع نفسها وعاء للإنتاج العلمي العربي المتميز.
لا ينتظر جيلنا أثر ما تقدمه هذه المجلة ومثيلاتها لاغناء اللغة العربية على صعيد البحث العلمي، لكنني متأكد أن الأجيال القادمة ستفخر بفريق عملها كما تفاخرنا نحن بعهد المأمون الذي أسس بيت الحكمة، وقام بترجمة مئات الكتب العربية.
دمشق- كانون الثاني (يناير) 2012
|
| |
رئيس جامعة دمشق
الأستاذ الدكتور محمد عامر المارديني
|
| |
| المجلد 6 , العدد 4 , صفر 1433 - كانون ثاني (يناير) 2012 |
|
|
|
